عن العتبي قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول ” ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ” وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول

يا خير من دفنت في الترب أعظمـه * فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم

نفسي الفـداء لقبـر أنـت ساكنـه * فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم

أنت الحبيب الذي ترجـى شفاعتـه * عند الصراط إذا مـا زلـت القـدم

لولاك ما خلقـت شمـس ولا قمـر * ولا سمـاء ولا لــوح ولا قـلـم

فكن شفيعا متى ما ثرت من جدثـي * فإنني ضيفكـم والضيـف محتـرم

صلى عليك إله العرش مـا طلعـت * شمس وحن إليـك الضـال والسلـم

وصاحبـاك فـلا ننساهمـا أبــدا * منا السلام عليهم مـا جـرى القلـم

يا سيدي يا رسـول الله خـذ بيـدي * فقد تحملــت عبئـا فيـه لـم أقـم

أستغفر الله مما قـد جنيـت علـى * نفسي ويا خجلي منـه ويـا ندمـي

إن لم تكن لي شفيعا في المعاد فمـن * يجير لـي مـن عـذاب الله والنقـم

مـولاي دعـوة محتـاج لنصرتكـم * يشكـو إليكـم أذى الأيــام والأزم

إنـي أعـوذ بكـم دنيـا وآخــرة * مما يسوء وما يفضـي إلـى التهـم

تبلي عظامي وفيهـا مـن مودتكـم * هوى مقيم وشـوق غيـر منصـرم

مـا مـر ذكركـم إلا وألزمـنـي * نثر الدموع ونظم المـدح فـي كلـم

عليكـم صلـوات الله مـا سكـرت * أرواح أهل التقى في راح ذكرهم

(أخرج هذه الرواية بهذا اللفظ البيهقي في “شعب الإيمان -3/495 )