ليلة النصف من شعبان : : قال الشافعي في الأم : وبلغنا أنه كان يقال إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان . : قال بعض السلف : أفضل الأعمال سلامة الصدور و سخاوة النفوس و النصحة للأمة و بهذه الخصال بلغ من بلغ لا بكثرة الإجتهاد في الصوم و الصلاة إخواني اجتنبوا الذنوب التي تحرم العبد مغفرة مولاه الغفار في مواسم الرحمة و التوبة و الإستغفار (لطائف المعارف فيما المواسم العام من الوظائف / الحافظ ابن رجب الحنبلي ) : وقد ورد في أحاديث أخرى أن الدعاء يستجاب في مواطن أخرى منها في ليلتي العيد وليلة القدر وليلة النصف من شعبان وأول ليلة من رجب وعند نزول المطر والتقاء الصفين في الجهاد وفي جوف الليل الآخر وعند فطر الصائم ورؤية الكعبة وأوقات الاضطرار وحال السفر والمرض وعند المحتضر وصياح الديك وختم القرآن وفي مجالس الذكر ومجامع المسلمين وفي السجود ودبر المكتوبة وعند الزوال إلى مقدار أربع ركعات وبين صلاة الظهر والعصر من يوم الأربعاء وعند القشعريرة وفي الطواف وعند الملتزم وتحت الميزاب وفي الكعبة وعند زمزم وعلى الصفا والمروة وفي عرفة والمسعى وخلف المقام والمزدلفة ومنى والجمرات وغير ذلك ( فيض القدير / المناوي ) فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ: حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (الدخان : 3 ) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (الدخان : 4): فِيهَا” أَيْ فِي لَيْلَة الْقَدْر أَوْ لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان “يُفْرَق” يُفْصَل “كُلّ أَمْر حَكِيم” مُحَكَّم مِنْ الْأَرْزَاق وَالْآجَال وَغَيْرهمَا الَّتِي تَكُون فِي السَّنَة إلَى مِثْل تِلْكَ اللَّيْلَة ( جلالين ) : وَذَهَبَ عِكْرِمَةُ إلَى أَنَّ الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ هِيَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ (حاشية الجمل على شرح منهج الطلاب ) : والليلة المباركة ليلة القدر. ويقال: ليلة النصف من شعبان، ولها أربعة أسماء: الليلة المباركة، وليلة البراءة، وليلة الصك، وليلة القدر. ووصفها بالبركة لما ينزل الله فيها على عباده من البركات والخيرات والثواب.( الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي / القرطبي (المتوفى : 671هـ): اختلفوا في هذه الليلة المباركة ، فقال الأكثرون : إنها ليلة القدر ، وقال عكرمة وطائفة آخرون : إنها ليلة البراءة ، وهي ليلة النصف من شعبان ( الرازي ) : فِي لَيلَةِ مُّبَارَكَةٍ ) فيها قولان : أحدهما : أنها ليلة النصف من شعبان ؛ قاله عكرمة . الثاني : أنها ليلة القدر ( النكت والعيون / الماوردى ) وقال بعض المفسرين : هي – ليلة القدر – ليلة نصف شعبان وهذا خطأ لقوله تعلي (انا انزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم) وقال تعالى (انا انزلناه في ليلة القدر) فهذا بيان الآية الاولي ( شرح المهذب / الإمام النووي ) سورة يس بتمامها ثلاث مرات : قال الشيخ محمد الدمياطي : عن بعض العارفين انه مما ينبغي فعله ليلة النصف من الشعبان أن يقرأ الإنسان بين صلوتي المغرب والعشاء , سورة يس بتمامها ثلاث مرات متواليا من غير كلام أجنبي في أثناء ذلك , الأول : بنية البركة في العمر له ولمن يحب , والثانية : بنية التوسعة في الرزق مع البركة , والثالثة : بنية أن يكتب من السعداء ثم يدعو بما ذكره بعض العارفين ( نهاية العمل , و إتحاف السادة ): وعن كثير من السلف كعمر بن الخطاب وابن مسعود وغيرهما أنهم كانوا يدعون بهذا الدعاء ” اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء فامحه واكتبنا سعداء وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب ” وهذا الدعاء قد نقل في الحديث قراءته ليل النصف من شعبان لكن الحديث ليس بقوي كذا في تفسير السيد معين الدين الصفوي (مرقاة المفاتيح / باب قيام شهر رمضان / الملا على القاري )دفع إلى ملك الموت صحيفة و قال عطاء بن يسار : إذا كان ليلة النصف من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة فيقال : اقبض من في هذه الصحيفة فإن العبد ليغرس الغراس و ينكح الأزواج و يبني البنيان و أن اسمه قد نسخ في الموتى ما ينتظر به ملك الموت إلا أن يؤمر به فيقبضه (لطائف المعارف فيما المواسم العام من الوظائف / الحافظ ابن رجب الحنبلي ) المغفرة لجميع الخلق إلا لمشرك …: عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك، أو مشاحن”. رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات.( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد / الحافظ نور الدين الهيثمي المتوفى سنة 807 ) ( مشاحن ) أي مخاصم .: وعن عائشة قالت : فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فإذا هو بالبقيع فقال ” أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ قلت : يا رسول الله إني ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال : إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ” رواه الترمذي وابن ماجه وزاد رزين : ” ممن استحق النار ” وقال الترمذي : سمعت محمدا يعني البخاري يضعف هذا الحديث [ مشكاة المصابيح – التبريزي ]: وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” هل تدرين ما هذه الليل ؟ ” يعني ليلة النصف من شعبان قالت : ما فيها يا رسول الله فقال : ” فيها أن يكتب كل مولود من بني آدم في هذه السنة وفيها أن يكتب كل هالك من بني آدم في هذه السنة وفيها ترفع أعمالهم وفيها تنزل أرزاقهم ” . فقالت : يا رسول الله ما من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى ؟ فقال : ” ما من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى ” . ثلاثا . قلت : ولا أنت يا رسول الله ؟ فوضع يده على هامته فقال : ” ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ” . يقولها ثلاث مرات . رواه البيهقي في الدعوات الكبير [ مشكاة المصابيح / التبريزي ] عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ انْسَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِرْطِي ، ثُمَّ قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا كَانَ مِرْطُنَا مِنْ خَزٍّ ، وَلَا قَزٍّ ، وَلَا ، كُرْسُفٍ ، وَلَا كَتَّانٍ ، وَلَا صُوفٍ فَقُلْنا : سُبْحَانَ اللَّهِ فَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ ؟ قَالَتْ : إِنْ كَانَ سَدَاهُ لَشَعْرٌ ، وَإِنْ كَانَتْ لُحْمَتُهُ لَمِنْ وَبَرِ الْإِبِلِ ، قَالَتْ : فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ أَتَى بَعْضَ نِسَائِهِ ، فَقُمْتُ أَلْتَمِسُهُ فِي الْبَيْتِ فَتقَعُ قَدَمِي عَلَى قَدَمَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ , فَحَفِظْتُ مِنْ قَوْلِهِ وَهُوَ يَقُولُ : سَجَدَ لَكَ سَوَادِي وَخَيَالِي ، وَآمَنَ لَكَ فُؤَادِي ، أَبُوءُ لَكَ بِالنِّعَمِ ، وَأَعْتَرِفُ بِالذُّنُوبِ الْعَظِيمَةِ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ نِقْمَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ قَالَتْ : فَمَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَائِمًا وَقَاعِدًا حَتَّى أَصْبَحَ ، فَأَصْبَحَ وَقَدِ اضْمَغَدَتْ قَدَمَاهُ ، فَإِنِّي لَأَغْمِزُهَا ، وأقول : بِأَبِي أَنْت وَأُمِّي ، أَتْعَبْتَ نَفْسَكَ ، أَلَيْسَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ أَلَيْسَ قَدْ فَعَلَ اللَّهُ بِكَ ؟ أَلَيْسَ أَلَيْسَ ؟ فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ؟ هَلْ تَدْرِينَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ؟ قَالَتْ : مَا فِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : فِيهَا أَنْ يُكْتَبَ كُلُّ مَوْلُودٍ مِنْ مولود بَنِي آدَمَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ ، وَفِيهَا أَنْ يُكْتَبَ كُلُّ هَالِكٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ ، وَفِيهَا تُرْفَعُ أَعْمَالُهُمْ ، وَفِيهَا تَنْزِلُ أَرْزَاقُهُمْ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا من أَحَد يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ قُلْتُ : وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى هَامَتِهِ فَقَالَ : وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ , يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.) الدعوات الكبير / البيهقي ) : وقول ابن حجر نبه عليه الصلاة والسلام بهذا الاستفهام التقريري على عظم خطر هذه الليلة وما يقع فيها ليحمل ذلك الأم بأبلغ وجه وآكده على إحيائها بالعبادة والدعاء والفكر والذكر كلام مستحسن (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح / باب قيام شهر رمضان / الملا على القاري ): قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ عَنْهُ ثَوْبَيْهِ ثُمَّ لَمْ يَسْتَتِمَّ أَنْ قَامَ فَلَبِسَهُمَا فَأَخَذَتْنِي غَيْرَةٌ شَدِيدَةٌ ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَأْتِي بَعْضَ صُوَيْحِباتِي فَخَرَجْتُ أَتْبَعُهُ فَأَدْرَكْتُهُ بِالْبَقِيعِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ يَسْتَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالشُّهَدَاءِ، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ فِي حَاجَةِ رَبِّكَ، وَأَنَا فِي حَاجَةِ الدُّنْيَا فَانْصَرَفْتُ، فَدَخَلْتُ حُجْرَتِي وَلِي نَفَسٌ عَالٍ، وَلَحِقَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ” مَا هَذَا النَّفَسُ يَا عَائِشَةُ ؟ “، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي أَتَيْتَنِي فَوَضَعْتَ عَنْكَ ثَوْبَيْكَ ثُمَّ لَمْ تَسْتَتِمَّ أَنْ قُمْتَ فَلَبِسْتَهُمَا فَأَخَذَتْنِي غَيْرَةٌ شَدِيدَةٌ، ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَأْتِي بَعْضَ صُوَيْحِباتِي حَتَّى رَأَيْتُكَ بِالْبَقِيعِ تَصْنَعُ مَا تَصْنَعُ، قَالَ: ” يَا عَائِشَةُ أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ – أَيْ َ يَظْلِمَ – اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ، بَلْ أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: هَذِهِ اللَّيْلَةُ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَلِلَّهِ فِيهَا عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ بِعَدَدِ شُعُورِ غَنَمِ كَلْبٍ، لَا يَنْظُرُ اللهُ فِيهَا إِلَى مُشْرِكٍ، وَلَا إِلَى مُشَاحِنٍ ، وَلَا إِلَى قَاطِعِ رَحِمٍ، وَلَا إِلَى مُسْبِلٍ ، وَلَا إِلَى عَاقٍّ لِوَالِدَيْهِ، وَلَا إِلَى مُدْمِنِ خَمْرٍ ” قَالَ: ثُمَّ وَضْعَ عَنْهُ ثَوْبَيْهِ، فَقَالَ لِي: ” يَا عَائِشَةُ تَأْذَنِينَ لِي فِي قِيَامِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ ؟ “، فَقُلْتُ: نَعَمْ بِأَبِي وَأُمِّي، فَقَامَ فَسَجَدَ لَيْلًا طَوِيلًا حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قُبِضَ فَقُمْتُ أَلْتَمِسُهُ، وَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى بَاطِنِ قَدَمَيْهِ فَتَحَرَّكَ فَفَرِحْتُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: ” أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، جَلَّ وَجْهُكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ “، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرْتُهُنَّ لَهُ فَقَالَ: ” يَا عَائِشَةُ تَعَلَّمْتِهِنَّ ؟ “، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: ” تَعَلَّمِيهِنَّ وَعَلِّمِيهِنَّ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَّمَنِيهِنَّ وَأَمَرَنِي أَنْ أُرَدِّدَهُنَّ فِي السُّجُودِ “، ” هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ” (شعب الإيمان / الإمام البيهقي (المتوفى : 458هـ)عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : فَقَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ ، فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ , رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ , فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ؟ قَالَتْ ، قَدْ قُلْتُ : وَمَا بِي ذَلِكَ ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا , فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ.( سنن ابن ماجه ) : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ : بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي حَاجَةٍ ، فَقُلْتُ لَهَا : أَسْرِعِي فَإِنِّي تَرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُهُمْ عَنْ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَقَالَتْ : يَا أُنَيْسُ اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثَكَ بِحَدِيثِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، إِنَّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَخَلَ مَعِي فِي لِحَافِي ، فَانْتَبَهْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَلَمْ أَجِدْهُ ، فَقُمْتُ فَطُفْتُ فِي حُجُرَاتِ نِسَائِهِ فَلَمْ أَجِدْهُ فَقُلْتُ لَعَلَّهُ ذَهَبَ إِلَى جَارِيَتِهِ مَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ فَخَرَجْتُ فَمَرَرْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَوَقَعَتْ رِجْلِي عَلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ وَهُوَ يَقُولُ : سَجَدَ لَكَ خَيَالِي وسَوَادِي ، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي ، وَهَذِهِ يَدِي التي جَنَيْتُ بِهَا عَلَى نَفْسِي ، فَيَا عَظِيمُ ، هَلْ يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلَّا الرَّبُّ الْعَظِيمُ ، فَاغْفِرْ لِي الذنب العظيم قَالَتْ : ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ هَبْ لِي قَلْبًا تَقِيًّا نَقِيًّا مِنَ الشَّرِّ ، بَرِيئا لَا كَافِرًا وَلَا شَقِيًّا ثُمَّ عَادَ فَسَجَدَ ، وَهُوَ يَقُولُ : أَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَ أَخِي دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أُعَفِّرُ وَجْهِي فِي التُّرَابِ لِسَيِّدِي وَحُقَّ لِوَجْهِ سَيِّدِي أَنْ تُعَفَّرَ الْوُجُوهُ لِوَجْهِهِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ في واد وأنا في واد ، قَالَ : يَا حُمَيْرَاءُ ، أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ؟ إِنَّ لِلَّهِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ بعدد شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا بَالُ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ ؟ قَالَ : لَمْ يَكُنْ فِي الْعَرَبِ قَبِيلَةُ قَوْمٍ أَكْبَرَ غَنَمًا مِنْهُمْ ، لَا أَقُولُ سِتَّةُ نَفَرٍ : مُدْمِنُ خَمْرٍ ، وَلَا عَاقٌّ لِوَالِدَيْهِ ، وَلَا مُصِرٌّ عَلَى زِنًا ، وَلَا مُصَارِمٌ ، وَلَا مُضْرِبٍ ، وَلَا قَتَّاتٌ. في هذا الإسناد بعض من يجهل وكذلك فيما قبله , وإذا انضم أحدهما إلى الآخر أخذا بعض القوة والله أعلم.( الدعوات الكبير / الإمام البيهقي ) كلب وَأَمّا كِلَابٌ فَهُوَ مَنْقُولٌ إمّا مِنْ الْمَصْدَرِ الّذِي هُوَ مَعْنَى الْمُكَالَبَةِ نَحْوَ كَالَبْت الْعَدُوّ مُكَالَبَةً وَكِلَابًا ، وَإِمّا مِنْ الْكِلَابِ جَمْعُ كَلْبٍ ، لِأَنّهُمْ يُرِيدُونَ الْكَثْرَةَ كَمَا سَمّوْا بِسِبَاعِ وَأَنْمَارٍ . وَقِيلَ لِأَبِي الرّقَيْشِ الْكِلَابِيّ الْأَعْرَابِيّ لِمَ تُسَمّونَ أَبْنَاءَكُمْ بِشَرّ الْأَسْمَاءِ نَحْوَ كَلْبٍ وَذِئْبٍ وَعَبِيدَكُمْ بِأَحْسَنِ الْأَسْمَاءِ نَحْوَ مَرْزُوقٍ وَرَبَاحٍ ؟ فَقَالَ إنّمَا نُسَمّي أَبْنَاءَنَا لِأَعْدَائِنَا ، وَعَبِيدَنَا لِأَنْفُسِنَا ، يُرِيدُ أَنّ الْأَبْنَاءَ عُدّةُ الْأَعْدَاءِ وَسِهَامٌ فِي نُحُورِهِمْ فَاخْتَارُوا لَهُمْ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ .( الروض الأنف في شرح غريب السير / عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي المتوفى سنة 581) : عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قُبِضَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُمْتُ حَتَّى حَرَّكْتُ إِبْهَامَهُ فَتَحَرَّكَ، فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: ” يَا عَائِشَةُ أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ ظَنَنْتِ أَنَّ النَّبِيَّ خَاسَ بِكِ ؟ “، قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ قُبِضْتَ لِطُولِ سُجُودِكَ، فَقَالَ: ” أَتَدْرِينَ أَيَّ لَيْلَةٍ هَذِهِ ؟ “، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ” هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ ” . قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: ” قَوْلُهُ قَدْ خَاسَ بِكَ يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا غَدَرَ بِصَاحِبِهِ فَلَمْ يُؤْتِهِ حَقَّهُ قَدْ خَاسَ بِهِ، ” قُلْتُ: هَذَا مُرْسَلٌ جَيِّدٌ (شعب الإيمان / الإمام البيهقي ): عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا ، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : أَلاَ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ , أَلاَ مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ , أَلاَ مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ , أَلاَ كَذَا أَلاَ كَذَا ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ ( سنن ابن ماجه ) قال العلماء: الحديث ثلاثة أقسام صحيح وحسن وضعيف: قالوا وانما يجوز الاحتجاج من الحديث في الاحكام بالحديث الصحيح أو الحسن: فأما الضعيف فلا يجوز الاحتجاج به في الاحكام والعقائد وتجوز روايته والعمل به في غير الاحكام كالقصص وفضائل الاعمال والترغيب والترهيب ( شرح المهذب / الإمام النووي ) : قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم : يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعا .وأما الأحكام كالحلال والحرام والبيع والنكاح والطلاق وغير ذلك فلا يعمل فيها إلا بالحديث الصحيح أو الحسن إلا أن يكون في احتياط في شئ من ذلك ، كما إذا ورد حديث ضعيف بكراهة بعض البيوع أو الأنكحة ، فإن المستحب أن يتنزه عنه ولكن لا يجب. وإنما ذكرت هذا الفصل لأنه يجئ في هذا الكتاب أحاديث أنص على صحتها أو حسنها أو ضعفها ، أو أسكت عنها لذهول عن ذلك أو غيره ، فأردت أن تتقرر هذه القاعدة عند مطالع هذا الكتاب ( الأذكار / الإمام النووي ):قال ابن تيمية : ومن هذا الباب : ليلة النصف من شعبان ، فقد روى في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها ، وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة . ومن العلماء : من السلف من أهل المدينة ، وغيرهم من الخلف ، من أنكر فضلها ، وطعن في الأحاديث الواردة فيها ، كحديث إن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم كلب ” . وقال : لا فرق بينها وبين غيرها . لكن الذي عليه كثير من أهل العلم ، أو أكثرهم ، من أصحابنا وغيرهم -على تفضيلها ، وعليه يدل نص أحمد ، لتعدد الأحاديث الواردة فيها ، وما يصدق ذلك من الآثار السلفية ، وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن .) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم / ابن تيمية ) : وَالْحَاصِلُ أَنَّ لِهَذِهِ اللَّيْلَةِ فَضْلًا وَأَنَّهُ يَقَعُ فيها مَغْفِرَةٌ مَخْصُوصَةٌ وَاسْتِجَابَةٌ مَخْصُوصَةٌ وَمِنْ ثَمَّ قال الشَّافِعِيُّ رضي اللَّهُ عنه إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فيها وَإِنَّمَا النِّزَاعُ في الصَّلَاةِ الْمَخْصُوصَةِ لَيْلَتهَا وقد عَلِمْت أنها بِدْعَةٌ قَبِيحَةٌ مَذْمُومَةٌ يُمْنَعُ منها فَاعِلُهَا (الفتاوى الكبرى / ابن حجر الهيتمي ـ ) صَوْم مُنْتَصَفِ شَعْبَانَ: ( سُئِلَ – الإمام الرملي ) عَنْ صَوْمِ مُنْتَصَفِ شَعْبَانَ كَمَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ { إذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا } هَلْ هُوَ مُسْتَحَبٌّ أَوْ لَا وَهَلْ الْحَدِيثُ صَحِيحٌ أَوْ لَا وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا فَمَنْ ضَعَّفَهُ ؟ ( فَأَجَابَ ) بِأَنَّهُ يُسَنُّ صَوْمُ نِصْفِ شَعْبَانَ بَلْ يُسَنُّ صَوْمُ ثَالِثَ عَشَرِهِ وَرَابِعَ عَشَرِهِ وَخَامِسَ عَشَرِهِ وَالْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ يُحْتَجُّ بِهِ .( فتاوي الرملي : 2/ 79 ) : وَسُئِلَ – ابن حجر الهيتمي – نَفَعَ اللَّهُ بِهِ عن صَوْمِ مُنْتَصَفِ شَعْبَان هل يُسْتَحَبُّ على ما رَوَاهُ ابن مَاجَهْ أَنَّ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم قال إذَا كانت لَيْلَةُ النِّصْفِ من شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا فإن اللَّهَ يَنْزِلُ فيها لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا أو لَا يُسْتَحَبُّ وَهَلْ هذا الْحَدِيثُ صَحِيحٌ أو لَا وَإِنْ قُلْتُمْ بِاسْتِحْبَابِهِ فَلِمَ لم يَذْكُرهُ الْفُقَهَاءُ وما الْمُرَادُ بِقِيَامِ لَيْلِهَا أَهُوَ صَلَاةُ الْبَرَاءَةِ أَمْ لَا فَأَجَابَ بِأَنَّ الذي صَرَّحَ بِهِ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ في الْمَجْمُوعِ أَنَّ صَلَاةَ الرَّغَائِب وَهِيَ ثِنْتَا عَشْرَةَ رَكْعَة بَيْن الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ لَيْلَةَ أَوَّلِ جُمُعَةٍ من شَهْرِ رَجَب , وَصَلَاةُ لَيْلَةِ النِّصْفِ من شَعْبَانَ مِائَةَ رَكْعَةٍ بِدْعَتَانِ قَبِيحَتَانِ مَذْمُومَتَانِ , وَلَا يُغْتَرُّ بِذِكْرِهِمَا في كِتَابِ قُوتِ الْقُلُوبِ وفي إحْيَاءِ عُلُومِ الدِّينِ وَلَا بِالْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ فِيهِمَا فإن كُلَّ ذلك بَاطِلٌ وَلَا بِبَعْضِ من اشْتُبِهَ عليه حُكْمُهُمَا من الْأَئِمَّةِ فَصَنَّفَ وَرَقَاتٍ في اسْتِحْبَابِهِمَا فإنه غَالِطٌ في ذلك , وقد صَنَّفَ ابن عبد السَّلَامِ كِتَابًا نَفِيسًا في إبْطَالِهِمَا فَأَحْسَنَ فيه وَأَجَادَ ا هـ وَأَطَالَ النَّوَوِيُّ أَيْضًا في فَتَاوِيهِ في ذَمِّهِمَا وَتَقْبِيحِهِمَا وَإِنْكَارِهِمَا وَاخْتَلَفَتْ فَتَاوَى ابن الصَّلَاحِ فِيهِمَا وقال في الْآخَرِ هُمَا وَإِنْ كَانَا بِدْعَتَيْنِ لَا يُمْنَعُ مِنْهُمَا لِدُخُولِهِمَا تَحْتَ الْأَمْرِ الْوَارِد بِمُطْلَقِ الصَّلَاةِ وَرَدَّهُ السُّبْكِيّ بِأَنَّ ما لم يَرِدْ فيه إلَّا مُطْلَقُ طَلَبِ الصَّلَاةِ وَأَنَّهَا خَيْرُ مَوْضُوعٍ فَلَا يُطْلَبُ منه شَيْءٌ بِخُصُوصِهِ فَمَتَى خَصَّ شيئا منه بِزَمَانٍ أو مَكَان أو نَحْوِ ذلك دخل في قِسْمِ الْبِدْعَةِ وَإِنَّمَا الْمَطْلُوبُ منه عُمُومُهُ فَيَفْعَلْ لِمَا فيه من الْعُمُومِ لَا لِكَوْنِهِ مَطْلُوبًا بِالْخُصُوصِ ا هـ وَحِينَئِذٍ فَالْمَنْعُ مِنْهُمَا جَمَاعَةً أو انْفِرَادًا خِلَافًا لِمَنْ وُهِمَ فيه مُتَعَيِّنٌ إزَالَةً لِمَا وَقَعَ في أَذْهَانِ الْعَامَّةِ وَبَعْضِ الْمُتَفَقِّهَةِ وَالْمُتَعَبِّدِينَ من تَأَكُّدِ سَنِّهِمَا وَأَنَّهُمَا مَطْلُوبَتَانِ بِخُصُوصِهِمَا مع ما يُقْتَرَنُ بِذَلِكَ من الْقَبَائِحِ الْكَثِيرَةِ هذا ما يَتَعَلَّقُ بِحُكْمِ صَلَاةِ لَيْلَةِ نِصْفِ شَعْبَانَ , وَأَمَّا صَوْمُ يَوْمِهَا فَهُوَ سُنَّةٌ من حَيْثُ كَوْنُهُ من جُمْلَةِ الْأَيَّامِ الْبِيضِ لَا من حَيْثُ خُصُوصُهُ وَالْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ عن ابْنِ مَاجَهْ ضَعِيفٌ قال بَعْضُ الْحُفَّاظِ وَجَاءَ في هذه اللَّيْلَةِ أَحَادِيثُ مُتَعَدِّدَةٌ وقد اُخْتُلِفَ فيها فَضَعَّفَهَا الْأَكْثَرُونَ وَصَحَّحَ ابن مَاجَهْ بَعْضَهَا وَخَرَّجَهُ في صَحِيحِهِ (الفتاوى الكبرى الفقهية / ابن حجر الهيتمي ت : 974 هـ )